دبي 19 فبراير 2016: تواصلت الإثارة والمتعة وضرب الأرقام القياسية في بطولة فزاع الدولية السابعة لرفعات القوة– كأس العالم- دبي 2016، حيث شهدت منافسات البطولة في اليوم قبل الأخير صراعا مريرا وقويا بين نجوم العالم في أكثر من وزن، كما كانت الرياضة الإماراتية على موعد مع تحقيق أول ميدالية على مستوى الرجال عندما نجح الرباع محمد خميس في تحقيق الميدالية البرونزية لوزن 88 كجم، مسجلا 227 كجم، في وزن شهد سباقا ملتهبا للغاية بين الرباع المصري هاني عبدالهادي، والايراني سيد حامد، وقد نجح الرباع الاماراتي البطل الأولمبي محمد خميس في أن يضع نفسه بمنتهى القوة على منصة التتويج من خلال ميدالية برهنت على التواجد المتميز لرفعات القوة الاماراتية.
وكان هذا الوزن قد ألهب الحماس في صالة البطولة، خاصة عندما كان النجم الإماراتي يدخل على مسرح الأوزان، حيث تعج الصالة بالتصفيق للإماراتي محمد خميس في كل محاولة ناجحة كان يقوم بها الرباع، وعندما انتهى محمد خميس من تحقيق المركز الثالث، انتقل الصراع إلى دائرة أخرى بين المصري هاني عبدالهادي والإيراني سيد حامد.
وظلت ميدالية هذا الوزن المثير معلقة حتى اللحظات الأخيرة التي تم فيها تسجيل رقم عالمي جديد حمل اسم المصري هاني عبدالهادي مسجلا 233كجم، وتوج الإيراني سيد حامد بالميدالية الذهبية مسجلا 232 كجم، في الوقت الذي فاز فيه المصري بالمركز الثاني والميداالية الفضية، بعد أن استنفذ كل رباع محاولاته لكسر رقم الآخر(4 محاولات)، وتساءل الكثيرون عن عدم حصول المصري على الميدالية الذهبية رغم تسجيله رقما قياسيا جديدا؟، حيث تنص اللوائح على أن المحاولة الثالثة هي لصاحب الميدالية، أما المحاولة الرابعة فتكون للرقم القياسي، وصاحب الرقم القياسي يحصل على مكافأة خاصة نتيجة تحطيم الرقم القياسي بحسب اللوائح.
فيما عبر محمد خميس عن سعادته بما حققه من ميدالية برونزية وسط تنافس رهيب بين كبار اللعبة في العالم قائلا:" الجميع شاهد السباق الملتهب حتى الرمق الأخير من المحاولات، وثقتي كانت كبيرة في نفسي في قدرتي على الخروج بميدالية وسط صراع العمالقة الذي دار لفترة طويلة على مسرح البطولة، وأظن أن هذا الصراع لم ينته في دبي، ولكنه سوف ينتقل إلى ريو دي جانيرو بالبرازيل أثناء الأولمبياد".
وتابع:" الحماس الكبير والتشجيع منقطع النظير من الجماهير قبل صعودي على مسرح الأحداث أشعل الحماس وكان دافعا كبيرا لي لتقديم كل ما لدي، ونجاحي في الانتقال بالوزن من محاولة لأخرى، فكانت المحاولة الأولى 215 كجم، وبعد أن نجحت فيها وبتشجيع الجماهير دخلت للمحاولة الثانية ب222 كجم، ونجحت، وهو ما دفعني إلى المحاولة الثالثة ب227 كجم، وكانت مغامرة، لكنها جاءت جميلة ورائعة نجحت خلالها في الصعود لمنصة التتويج ورفع علم بلادي بالفوز باالبرونزية".
ويرى البطل الأولمبي الإماراتي محمد خميس أن هذه النسخة من بطولة فزاع تشهد قمة الاثارة والمتعة بين عدد كبير من المشاركين والتسابق المثير من أجل الحصول على الميداليات قائلا:" قوة البطولة تأتي من النجوم المشاركين، وكونها بطولة مؤهلة إلى الأولمبياد فهي تشهد محاولات جميع اللاعبين من كافة دول العالم لكي يجدون لهم مقعدا في أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل الصيف المقبل".
وأضاف:" لم نشهد مشاركة منتخبي الصين ونيجيريا لتواجدهما في بطولة ماليزيا، ولكن وجود المنتخبين المصري والإيراني في هذه النسخة لدولية فزاع أضفى عليها القوة والإثارة في الكثير من الأوقات".
وقال:" كل بطولة ولها ظروفها الخاصة، وهناك بطولات يكون فيها المستوى مرتفع، وأخرى مستواها منخفض، وشهدت هذه النسخة تحطيم عدة أرقام عالمية حققها الرباعين المصريين شريف عثمان، هاني عبدالهادي ومحمد الديب".
وعن منتخب الامارات يقول محمد خميس:" أغلب عناصر منتخبنا حاليا من اللاعبين الصغار، ومثل هذه البطولة أعتبرها فرصة رائعة لمزيد من الخبرات من خلال الاحتكاك ورؤية النجوم العالميين المتواجدين وهم يتهافتون على التتويج، ومثل هذه الأجواء تمنح اللاعبين الحماس والرغبة في تقديم المزيد في مثل هذه الأجواء".
وتابع:" الطريق متوهج أمام لاعبينا في المستقبل، لكن الأمور في هذه النسخة صعبة على رباعينا لفارق الخبرات الكبيرة، ولكن مثل هذه البطولات والأحداث تصنع لنا الكثير من النجوم في المستقبل، وعلى رباعينا أن ينظروا إلى كيفية تطوير المستوى ونمتلك كفاءات سيكون لها المستقبل، وكون بطولة فزاع تحمل صفة كأس عالم خلال السنوات الخمس المقبلة فهذه فرصة كبيرة للاعبينا لكي يطوروا ويثبتوا كفاءتهم".
وختم:" حصول لاعبتنا الشابة مريم الزيودي على المركز الثاني في وزن 67 كجم خير دليل أن لدينا قاعدة جيدة سيتم البناء عليها للمستقبل بالشكل المناسب، وهناك فرص أخرى لرباعينا للتأهل إلى الأولمبياد في ريو دي جانيرو من خلال المشاركة في عدد من البطولات المقبلة للتأهل ومنها مثلا بطولات في ماليزيا، وعلينا النظر للمستقبل بمزيد من التفاؤل في ظل الدعم الكبير الذي نلقاه".
من جانبه عبر الايراني سيد حامد عن سعادته بالميدالية الأولى له في بطولة فزاع الدولية قائلا:" شاركت أكثر من مرة في هذه البطولة العالمية، وهي أول ذهبية لي فيها وأعتبرها غالية جدا، واسعى الى الفوز في ذهبية ريو دي جانيرو".
وأضاف:" بالتأكيد السباق في ريو بالبرازيل سيكون أكثر صعوبة في ظل انضمام الرباعين الصينيين للمنافسات".
ولم يكن وزن 88 كجم فقط هو المثير في سباق الساعات الأخير لبطولة فزاع الدولية السابعة(كأس عالم)، والتي حظيت برعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي، بدعم وشراكة استراتيجية من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، بالتعاون مع اللجنة البارالمبية الدولية، الهيئة العامة للشباب والرياضة، مجلس دبي الرياضي، واللجنة البارالمبية الإماراتية، والتي يشارك فيها 210 لاعبين يمثلون 42 دولة من مختلف دول العالم، في منافسات دارت رحاها خلال الأيام الماضية بنادي دبي للمعاقين، فقد كان وزن 97 كجم للرجال، قمة في الصراع الشريف في المحاولتين الأولى والثانية بين 3 رباعين هم: المصري محمد الديب، والايراني سامان رازي والأوكراني أنتوني كريكوف، ومع المحاولة الثالثة والرابعة انفرد المصري محمد الديب بالمنافسة مع نفسه في محاولة لكسر الرقم العالمي أكثر من مرة بعد رفعه لوزن 243 كجم، وأراد الديب بعد ذلك كسر هذا الرقم العالمي الجديد بحمل وزن 251 كجم، لكن المحاولة لم تنجح، ليتوج الرباع المصري بالذهب والرقم العالم الجديد، وحل الإيراني سامان رازي في المركز الثاني مسجلا 222 كجم، وحل في المركز الثالث الأوكراني انتوني مسجلا 221 كجم.
نتائج المنافسات
وكانت منافسات السيدات أيضا قمة في الحماس، حيث جرت مساء أمس الأول الخميس سباق وزن فوق 79 كجم، وفازت بالمركز الأول الروسية فيرا موراتوفا، مسجلة 126 كجم، وحلت في المركز الثاني المصرية جيهان حسن مسجلة 120 كجم، وجاءت الأوكرانية ليوبوف سيمينيك في المركز الثالث مسجلة 102 كجم.
وفي وزن تحت 86 كجم أضافة المصرية راندا محمود ذهبية جديدة إلى بلادها مسجلة 140 كجم، وحلت الاردنية ثروى تيسير حمدان في المركز الثاني مسجلة 119 كجم، وجاءت الروسية أولجا كازانكوفيتش في المركز الثالث مسجلة 119 كجم.
الجزائري حسين إلى البرازيل
تأهل الرباع الجزائري الشاب حسين بتير إلى أولمبياد المعاقين ريو دي جانيرو 2016، ويذكر أن الجزائر تشارك ب4 رباعين (2 رجال، 2 إناث)، وقد تأهل الرباع الجزائري حسين بتير المولود سنة 1990 وفاز بالميدالية الفضية في وزن 65 كجم مسجلا وقتها 194 كجم، بعد المصري شعبان ابراهيم .
عبر الرباع الجزائري عن سعادته قائلا:" جهد كبير بذلناه خلال الفترة الماضية، من أجل التواجد في ريو دي جانيرو، وأشكر المدرب الذي ساهم كثيرا في تطوير الأداء، وأنا سعيد جدا بتواجدي ضمن أبطال العالم في بطولة فزاع التي قدمت لنا مستويات متميزة وتنافس ألهب حماس الجميع".