دبي، 11 يناير 2016: أعلنت اللجنة المنظمة لبطولات فزاع لذوي الإعاقة عن مشاركة 15 دولة بعدد قياسي من الرياضيين في منافسات النسخة الثانية لبطولة فزاع الدولية الثانية للقوس والسهم لذوي الإعاقة، التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي، وتنظيم وإشراف نادي دبي للمعاقين وبدعم وشراكة استراتيجية من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث بالتعاون مع الاتحاد الدولي للقوس والسهم، الهيئة العامة للشباب والرياضة، مجلس دبي الرياضي، اللجنة البارالمبية الإماراتية وجمعية الإمارات للقوس والسهم، ويحتضنها نادي دبي للمعاقين خلال الفترة من 13 إلى19 يناير الجاري.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقد بمقر نادي دبي للمعاقين اليوم (الاثنين 11 يناير)، وتحدث فيه سعادة ثاني جمعة بالرقاد رئيس اللجنة المنظمة، ماجد العصيمي مدير البطولة، فاطمة البناي مدير المكتب الإعلامي بمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، حمد بالجافلة رئيس لجنة العلاقات العامة ونجيب مشكان سكرتير اللجنة الفنية.
وعبر سعادة ثاني جمعة بالرقاد رئيس اللجنة المنظمة، في انطلاق المؤتمر الصحفي، عن فخره بالمشاركة الواسعة في منافسات النسخة الثانية للبطولة التي تضاعفت فيها أعداد المشاركين لتبلغ 50 متنافساً من نخبة الرماة يمثلون 15 دولة، تتقدمهم دولة الإمارات إلى جانب: كندا، بريطانيا، التشيك، فنلندا، الهند، هولندا، رومانيا، إيران، فرنسا، تايلاند، العراق، منغوليا، روسيا وكوريا الجنوبية.
وأكد بالرقاد أن إضافة بطولة القوس والسهم العام الماضي إلى روزنامة بطولات فزاع لذوي الإعاقة، جاء انطلاقاً من أهمية هذه الرياضة التي تواصل تطورها داخل الدولة، ونجحت بجذب عدد من الرياضيين المتميزين، فيما توفر هذه البطولة للاعبي المنتخب الإماراتي، الفرصة للتنافس مع أفضل الرماة من مختلف دول العالم، والعمل على رفع مستوى مهاراتهم، واكتساب المزيد من الخبرات، والسعي نحو التواجد بقوة في المحفل الدولي، وتحقيق المزيد من الإنجازات التي تضاف إلى سجل أبطال فرسان الإرادة ممن رفعوا علم الدولة الغالي فوق أعلى منصات التتويج في مختلف الألعاب الرياضية.
وكشف ماجد العصيمي، مدير بطولة فزاع لذوي الإعاقة، عن خبر سار بإعلان اعتماد الاتحاد الدولي للقوس والسهم، منافسات البطولة ذات تصنيف على الصعيد الدولي، وذلك في إنجاز مميز وقياسي حققته البطولة التي تدخل عامها الثاني فقط، لكنها نجحت بكسب ثقة المسؤولين في هذه اللعبة، ورياضات ذوي الإعاقة عموماً.
وقال العصيمي: "عودتنا القيادة الرشيدة على التطلع دائما نحو المركز الأول، وأن نبقى دائماً في الطليعة والريادة في كافة المجالات، وهذا ما جعلنا نسعى خلال النسخة الأولى أن تكون هذه البطولة على مستوى تنظيمي يواكب المكانة التي تتبوأها الدولة، التي باتت مقصداً لجميع الباحثين عن الإبداع والإبهار في تنظيم كافة الأحداث، وجاء اعتماد الأسرة الدولية للبطولة ليجعلنا مطالبين بمضاعفة الجهود لمواكبة هذه الثقة، والعمل على تقديم منافسات ذات مستوى فني وتنظيمي يواكب الآمال المنشودة".
وأوضح العصيمي، أن البطولة المقبلة ستعمل على تعزيز ونشر رياضة القوس والسهم بشكل أوسع داخل الدولة، وتعزز من ثقة رماتنا الذين يتطلعون لتحقيق أفضل النتائج، فيما نأمل أن تواصل هذه البطولة تأكيد دورها بوصفها حدث أساسي ومميز على أجندة الموسم لرياضة ذوي الإعاقة عموماً، وبطولات فزاع لذوي الإعاقة على وجه التحديد.
من جانبها عبرت فاطمة البناي مدير المكتب الإعلامي بمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عن تقديرها للجهد الذي قامت به اللجنة المنظمة بما ساهم بحصول البطولة على الاعتماد الدولي، بما يعكس الصورة المشرقة لبطولات فزاع لذوي الإعاقة التي تبوأت الريادة على صعيد الأجندة العالمية لرياضات ذوي الإعاقة، وباتت محطة يتطلع جميع أبطال العالم للمشاركة فيها والاستفادة منها، وجعلت من دولتنا محوراً لتطوير رياضة ذوي الإعاقة ومهدت الطريق أمام أبنائنا وفتياتنا للتنافس مع أقوى الرياضيين العالميين، وتسجيل حضورهم بنجاح على منصات التتويج والتفوق في مختلف الألعاب والمنافسات على مدار السنوات الماضية.
وثمنت البناي الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام بوصفها شريك في نجاحات هذه البطولات، مؤكدة أهمية نقل الصورة الناصعة والرسائل الإيجابية التي تبثها هذه البطولات، وتوجيه الدعوة لجميع ذوي الإعاقة لكسب التحديات وتجاوز كافة المعوقات والصعوبات والانضمام لممارسة الرياضة والاستفادة منها.
من جانبه عبر حمد بالجافلة رئيس لجنة العلاقات العامة، عن ثقته بالكوادر الوطنية التي تضمها اللجنة التي حددت خطة متكاملة لاستقبال الوفود المشاركة وتأمين تنقلاتهم من المطار إلى الفنادق وأماكن المنافسات، والسعي أن يتم عكس الصورة المشرقة لدولة الإمارات التي تفتح أبوابها لجميع ضيوف العالم للتواجد في واحة الأمن والاستقرار، وقضاء أياماً مليئة بالذكريات الجميلة، محملة بانطباع مميز عن كرم الضيافة العربية، والاستمتاع بالمرافق الحضارية الحديثة والطبيعة الخلابة والطقس المميز في هذا الوقت من العام.
وكشف نجيب مشكان سكرتير اللجنة الفنية، عن برنامج المنافسات حيث سيكتمل حضور الوفود يوم الأربعاء "13 يناير"، على أن تنطلق التدريبات المفتوحة يليها حفل الافتتاح الرسمي للحدث يوم الخميس "14 يناير"، كما سيتم تخصيص يوم الجمعة "15 يناير" للتدريبات الرسمية وفحص المعدات، وعقد الاجتماع الفني، فيما تنطلق يوم السبت "16 يناير" وتتواصل حتى يوم الاثنين "18 يناير" تصفيات جميع الفئات والأدوار الإقصائية وتتويج الفائزين، على أن تغادر جميع الفرق المشاركة يوم الثلاثاء “19 يناير”.
وأكد مشكان اعتماد برنامج مسابقات للفردي والفرق، يشمل القوس الطويل والمركب، وتضم هذه المسابقات فئة الكراسي المتحركة 1 المخصصة لذوي الإعاقة ممن يعانون من شلل رباعي أو ما شابه (مشاكل في كلا الذراعين والقدمين)، وفئة الكراسي المتحركة 2 المخصصة لذوي الإعاقة ممن يعانون من شلل أو ما شابه (تتجسد المشكلة بشكل أساسي في القدمين)، أما الفئة الثالثة فهي فئة الكراسي الثابتة، وتمارس الرماية ضمن هذه الفئة وقوفاً أو من خلال الإطلاق من مقعد أو كرسي عادي.
وأوضح نجيب مشكان، فيما يتعلق بمنافسات الفردي أن هناك جولتان مختلفتان يمكن من خلالهما تأهل الرياضيين وتحديد مراكزهم، وتتوجب المشاركة في إحدى هاتين الجولتين والدخول في منافسات مباشرة وجهاً لوجه، ليتم بعدها إقصاء من يخفق في اجتيازها، وتقسم جولتي التأهل الاختياريتين إلى فئة القوس الطويل التي تضم جولة الرماية من مسافة 70 متراً أو جولة 1440، وفئة القوس المركب التي تضم جولة الرماية من مسافة 50 متراً أو جولة 1440.
وتخصص جولة التأهل بالرماية من مسافة 70 متراً للقوس المركب، حيث يتم إطلاق ما مجموعه 72 سهماً من مسافة 70 متراً على هدف طوله 122 سنتيمتراً، ولكل متسابق 12 جولة تصويب على الهدف ب 6 سهام لكل منها في أربع دقائق.
في حين تخصص جولة التأهل بالرماية من مسافة 50 متراً للقوس المركب، حث يتم إطلاق ما مجموعه 72 سهماً من مسافة 50 متراً على هدف طوله 80 سنتيمتراً مقسم إلى 6 مناطق، يختار كل متسابق الهدف الخاص به ويمنح 12 جولة تصويب ب 6 سهام لكل منها في أربع دقائق.
أما جولة 1440 ، والتي كانت تعرف فيما سبق باسم "جولة الاتحاد الدولي للرماية"، فيطلق فيها المتنافسون 36 سهماً من كل من المسافات الأربع المختلفة، وهي للرجال: 90 ، 70 ، 50 و 30 متراً، وللسيدات: 70 ، 60 ، 50 و 30 متراً.
نبذة عن القوس والسهم لذوي الإعاقة
تعتبر رياضة الرماية بالقوس والسهم اختباراً للدقة والقوة والتركيز، يشارك فيها الرياضيون من ذوي الإعاقة الجسدية (منها إصابات العمود الفقري والشلل الدماغي والأطراف المبتورة وغيرها)، يتنافسون في 3 فئات وفقاً لنوع الإعاقة (الفئة المفتوحة، الرماية وقوفاً، والرماية على الكرسي المتحرك)، وتتضمن بطولة الرماية لذوي الإعاقة العديد من الفعاليات المتميزة للأفراد والفرق، والمنافسات التي يشارك فيها الرياضيون على كراسيهم المتحركة أو وقوفاً، فضلاً عن البطولات المخصصة لضعاف البصر، حيث يصوب المتنافسون سهامهم من مسافة محددة على هدف مقسم إلى عشر مناطق، لكل منها نقاطها المحددة عند إصابتها.
وتخضع بطولة الرماية بالقوس والسهم لذوي الإعاقة لإشراف الاتحاد الدولي للرماية بالقوس والسهم، بالتعاون مع اللجنة البارالمبية الدولية، كما تراعي بطولة الرماية لذوي الإعاقة الجسدية قواعد وقوانين الاتحاد الدولي للرماية بالقوس والسهم ويشارك في المنافسة حالياً 54 دولة، غير أن هذا العدد في زيادة مستمرة.
وبوصفها رياضة خاصة بذوي الإعاقة، كانت الرماية في بادئ الأمر إحدى وسائل إعادة التأهيل والترفيه لذوي الإعاقة الجسدية، وأقيمت البطولة الأولى للرماية بالقوس والسهم لذوي الإعاقة الجسدية خلال أول أولمبياد دولي لذوي الإعاقة في ستوك مانديفيل، إنجلترا، في عام 1948 ، بمشاركة 130 رياضياً مثلوا دولتين.
وفي العام 1960، أدرجت رماية القوس والسهم لذوي الإعاقة ضمن رياضات ذوي الإعاقة خلال أولمبياد روما، إيطاليا، ومنذ ذلك الحين، باتت الرماية جزءاً أصيلاً من برنامج منافسات الألعاب الأولمبية لذوي الإعاقة.